الأزمات المترابطة المتمثلة في الاستنزاف العالمي للموارد الطبيعية ونقص الغذاء وفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ أصبحت تتداخل وتتشابك بشكل وثيق مع حقيقة أن الطبيعة عاجزة عن الاستجابة للمتطلبات المتزايدة التي تفوق إمكانياتها. وفي السعي لتجنب العواقب الكارثية والتمكن من المضي قدمًا ، تظهر الحاجة ماسة إلى تغيير القيم والمواقف والسلوكيات على العديد من المستويات.

وفي سعيه للتوصل إلى استجابات تعالج هذه المشاكل، عمل مشروع دعم المياه والبيئة (WES) على تنظيم مجموعتين من التدريبات الإقليمية تهدف إلى رفع مستوى الوعي والتعليم نحو تنمية مستدامة (ESD)، تتضمن كل مجموعة ثلاث ندوات عبر الإنترنت. ضمت الندوة الأولى  من المجموعة الأولى التي التي انعقدت في 14 تموز/يوليو 2021 تحت عنوان: “استخلاص الأولويات وتحديث خطة عمل التعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 في حوض البحر الأبيض المتوسط” أكثر من 70 مشاركًا من الوزارات والمنظمات الدولية والوكالات ذات الصلة والمؤسسات الأكاديمية والمعلمين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة نحو  التعليم والتنمية المستدامة  (ESD)  .

قبل الاجتماع (ومن خلال استطلاع عبر الإنترنت) وأثناء الجلسات، تبادل المشاركون وجهات النظر والأولويات التي تتعلق بتحديث خطة عمل استراتيجية البحر الأبيض المتوسط حول التعليم نحو تنمية مستدامة. قدم أعضاء فريق من الخبراء المتميزين من المنظمات الدولية والإقليمية، وتحديداً، من مكتب اليونسكو في باريس ومكتب اليونسكو الإقليمي في البندقية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطة عمل البحر المتوسط، والاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط وجامعة الدول العربية، مبادراتهم وممارساتهم التي تتضمن و/أو تدفع لتعزيز التعليم نحو التنمية المستدامة؛ والاعتراف بأن التعليم من أجل التنمية المستدامة عامل تمكين رئيسي لغايات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإعادة التأكيد على التزامهم بالنهوض بالتعليم من أجل التنمية المستدامة في المنطقة. جاء هذا الالتزام جنبًا إلى جنب مع إقرار المشاركين في أن التعليم من أجل التنمية المستدامة يحتاج إلى مزيد من الدفع والتقدم في بلدانهم.

أكد البروفيسور مايكل سكولوس، رئيس فريق (WES ) على أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق التحول المطلوب. وأشار إلى الحاجة إلى تشجيع المزيد من وزارات التربية والتعليم والوزارات الأخرى على استثمار المزيد من الموارد في التعليم والتربية نحو تنمية مستدامة، مع ضرورة استخدام الموارد القائمة بشكل أكثر كفاءة. كما أضاف إلى وجود بعض المبادرات الناجحة للتعليم نحو تنمية مستدامة التي يتم تنفيذها في المنطقة من قبل مختلف المعنيين، إلا أن هناك حاجة لزيادة التنسيق والتآزر لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والوصول. وأشار إلى أن إحدى أهم الأوليات التي تلحظ اهتماماً ومطلباً عالياً تكمن في تشجيع عدداً أكبر من وزارات التعليم للعمل على تطوير كفاءات وقدرات المعلمين، كما أشار إلى أن التركيز على الأجيال الشابة كصناع تغيير أصبح أمرًا ملحًا في المنطقة. واختتم كلمته بالتأكيد على استعداد المنطقة للتكيف مع المحتوى العالمي لأجندة التعليم نحو تنمية مستدامة (ESDfor2030) من خلال العديد من المبادرات  والوسائل التشاركية والأعمال المشتركة، التي تشمل البرامج التدريبية والمنشورات الجديدة والأدوات الافتراضية والحملات، إلخ.

جدولة الندوتين التاليتين عبر الويب على النحو التالي:

ندوة (2): 14 أيلول/سبتمبر 2021، “تصميم وتنسيق الحملات وإجراءات التعليم نحو تنمية مستدامة حول الاستهلاك المستدام والغذاء”.

ندوة ((3: 25 تشرين أول/أكتوبر 2021، “تصميم وتنسيق الحملات وإجراءات التعليم من أجل التنمية المستدامة حول الاستهلاك المستدام والتغليف”.